خريطةالطريــــــق
بسم الآب والابن والروح القدس
الإله الواحد أمين
يعنى إيه خريطة الطريق ؟
أسم أطلقوه على خطة التسوية السياسية التي تنص على قيام دولة فلسطينية مستقلة ،
وتهدف للتوصل إلى تسوية شاملة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي .
قلت أنا .. لماذا لا أتكلم بدوري عن خطة طريق ، لإقامة مملكة المسيح ،
مستقلة عن مملكة الشيطان ؟
تعالـــى معـــــي :
في البدء كلنا ندرك أن الصراع رهيب جداً والتكالب على الماديات في مجتمع
الاستهلاك ،
في مجتمع العولمة ، مخيف جداً ...
وأين هو الله في حياة الشعوب ؟
أن حضور الله في حياة أولاده ، لا يجعل الماضي هباء ، ضائعاً ولا الحاضر ..
إحباطاً ، وخيبة أمل ،
ولا المستقبل غيباً مجهولاً . لماذا ؟
السّر في ذلك أنهم يحيون بالإيمان .
" أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله ، أي المؤمنون
باسمه "
يو ا :12
حياة الإيمان تتخطى حدود الزمان
المسيحي الحقيقي : خاضع للزمان ، فقط ، من ناحية الوجود المادي ، لكنه يمارس
حياةً ، فوق الزمان،
ولأن عينيه تتركز ،
"لا على ما يُرَى، بل على ما لا يُرَى ، لأن الأشياء التي تُرى وقتية
أما التي لا تُرى فأبدية " 2 كو 18:4
المسيحي الحقيقي : لا يهمه ، حتى " أن نُقض بيت خيمته الأرضي !
لأن له في السماء بناء من الله ، بيتٌ غير مصنوع بيدٍ أبدىٌ " 2 كو 1:5
لذلك فالعالم بالنسبة له .. غُربة والانطلاق منه ، إنما يكون إلى رحاب الوطن
السماوي ،
هو يُبحر بسفينته ، عبر بحر العالم ، مترجياً الشاطئ المنير شاطئ الأبدية .
هنا على الأرض ، هو يعيش على رجاء الحياة الأبدية ، التي بدأها .. على الأرض ،
" أنه يجاهد جهاد الإيمان الحسن ويمسك بالحياة الأبدية التي دُعِيَّ إليها " 1
تى 12:6
كما أن المرض والفشل ، ومفاجآت الإحباط ، وتنكُرّ الأصدقاء ، إنما موضوعة في
حساب المسيحي
الحقيقي كجزء من طبيعة جسد الموت ، كما أن الأتعاب والضيقـات التي يثيرها ، عدو
الخير،
بسماح من العناية الإلهية ، إنما تحفّز نفسه للاستمتاع بحضور الله ، أكثر وأكثر
في حياته .
المسيحي كل يوم ، يختَبر النصرة ، بعمل نعمة الله الفائقة " يعرف كيف يضبط نفسه
كل يوم
في كل شيء " 1 كو 25:9
أنه يمارس حياته في العالم ، في انضباط ، بالروح ، مقتنعاً بنتائج حياة الطهارة
ونقاوة القلب والفكر ،
وقداسة السيرة والسريرة ، متخلياً بإرادته - وبفرح لا يُنطق به – عن شهوات
العالم .
مثل دانيال " الذي وضع في قلبه ألا يتنجس بأطايب الملك ولا بخْمر مشروبه " دا
8:1
أما الثلاث فتية القديسين ، فبعزيمة وإصرار قالوا:
" هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجّينا من أتون النار المتقدة وأن
ينقذنا
من يدك أيها الملك ، وإلا.. فليكن معلوماً لك أيها الملك أننا لا نعبد ألهتك
ولا نَسْجد لتمثال الذهب " دا 3 : 17 – 18
بمعنى :
إذا لم ينقذنا إلهنا من أتون النار ، فأهلاً وسهلاً بالنار .. نموت بالنار ولا
نسجد للتمثال !
للأسف :
نجد طرقاً كثيرة ، اجتذبت الكثيرين ، خصوصاًً من جيل الشباب . والنتيجة ؟
ضيــاع وهــلاك
والسؤال :
" كيف نقدر أن نعرف الطريق ؟ " يو:14 : 4- 6
الإجابة : أرميا 16:6
" قفوا على الطريق وانظروا ، واسألوا عن ، السُبل القديمة ، أين هو الطريق
الصالح ؟ وسيروا فيه ،
فتجدوا راحة لنفوسكم "
الخطـــوات :
أ. أقـــف :-
وقفة جادة مع النفس ، لمراجعة دقيقة لكل سلوك ، وكل كلمة وكل تصرُف ، هل أنا
راضى عن حياتي ؟
هذه الوقفة ضرورية جداً ، في كل مفترق للطرُق ، لأتبيّن أي طريق أسلك فيه ، أقف
لأنظر ،
هل انحرفت عن الطريق السليم الذي عيّنه لي الرب لأمجدّه به ، وفيه ؟
ب. أنظــرُ :-
لماذا ضاعت معالم طريق الرب أما م عينيّ ؟
لماذا تهتُ في دروب الحياة ؟
لماذا اختلطت الأوراق ؟
لماذا غاب الهدف ؟
هل تردد الآن :
" اختبرني يا الله وأعرف قلبي ، امتحني واعرف أفكاري ، وأنظر إن كان فيّ
طريق باطلٌ ، وأهدني طريقاً أبدياً "
مز 139 : 23 – 24
ج. أســـأل :-
أســـــــــأل مـــــــــــــــــن ؟
" اسأل أباك فيخبرك "
واسأل روح الله من خلال كلمة الله ، والصلاة ...
قُل له : " علَّمني يا رب طريقك " مز 86 : 91
لأنه مكتوب :
"بمَ يزكّى الشاب طريقه ؟ بحفظه وصايا الرب" مز 119 : 9
قُــل لــه :
" عرّفني يا رب الطريق التي أسلك فيها " مز143 : 8
اسأل مرشدك الروحي :
لأنه مكتوب :
" اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الحياة ، انظروا إلى نهاية سيرتهم متمثلين
بإيمانهم " عب 7:13
قال القديس أنطونيوس :
ضع في قلبك أن تسمع لأبيك الروحـي فتحلّ بركة الله عليك .
إسأل مع التلاميذ :
" يا سيد: كيف نقدر أن نعرف الطريق؟ "
أجاب :
" أنا هو الطريق والحق والحياة ، ليس أحد يأتي إلى الآب ، إلا بي " يو 6:14
وهاك نصيحة سليمان الحكيم :
" اسمع يا أبني تأديب أبيك ، ولا ترفض شريعة أمّك ، لأنها اكليل نعمة لرأسك
وقلائد لعُنقك " أم 8:1
إسأل عن تعليم الآباء الرسل والآباء الرسولين ، والتقليد الكنسي لئلا تنحرف عن
الإيمان ، وعن
" بيت الله الذي هو كنيسة الله الحّي وعمود الحق وقاعدته " 1 تى 15:3
حسب وصية القديس بولس :
" ما سمعته منى بشهودٍ كثيرين ، أودعه أناساً أمناء ، يكونون ، أَكْفاء ، أن
يعلّموا آخرين أيضاً " 2 تى 2:2
اثبت يا أخي " على ما تعلّمت وأيقنت ، عارفاً ممن تعلّمت " 2 تى 14:3
واحذر :
" لأنه توجد طرق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طُرُق الموت " أم 12:14 ، 25:16
لكن :
" تنظر عيناك إلى قدامك وأجفانك إلى أمامك مستقيماً ، مهَّد سبيل رجليك ،
فتثْبت كل طُرقك ،
لا تمل يُمنة ولا يُسرة ، باعد رِجْلك عن الشرّ " . أم 25:4
د. أسيــــر :-
بعد أن عرفت أن الرب هو الطريق ، علىّ أن أبدأ المسيرة والرب يسند ضعفى . لا
أقف في كل
دائرة النجاسة ، دائرة الأصدقاء الذين انغمسوا في أي مجال للخطية بل أهرب إلى
جبل
" جبل الصلاة " تك 7:19 أسير في عشْرة الكتاب ، وشركة الأفخارستيا
" وفى طريق الخطاة لا أقف " مز1:1
ومن كل طريق شّر ، أمنع رجليّ ..
وماذا لو تعثرت ؟
قم ، وواصل السير ، ولا تخف فهو معك ، لا تتلفت لأنه إلهك الذي قال :
" قد أيّدتك وأعَنتك وعضّدتك بيمين برّى .. أنا الرب إلهك الممسك بيمينك
القائل لك لا تخف ، أنا أعُينك " أش 41: 13،12،10
" الذي يعطي المُعيي قوة ولعديم القوة يُكثِّر شدّه ، الغلمان يعيون ويتعبون
والفتيان يتعثرون ، أما مُنتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون أجنحة كالنسور
يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون " أش 29:40
النتيجة
" تجدوا راحة لنفوسكم "
وتأكد أن كل طرق العالم تريحك وقتياً ، إلى .. حين ، ولكنها .. عاقبتها هلاك ،
" فما أوسع الباب الذي يؤدى إلى الهلاك وكثيرون يسيرون فيه "
والآن هاك خريطة الطريق
1-إقامة دولة رأسها المسيح لا يدخلها " الخائفون وغير المؤمنين والرجسون
والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة " رؤ 8:21
2- تكوين جيش قوى من الملائكة والشهداء والقديسين وجنود الخدام للدفاع عن
مملكة المسيح ضد إبليس وجنوده .
3 -هْدم مستعمرات الشيطــان مــن صُوَر و cd وبرامـج في الـدش
والكمبيوتــر وملصقـات وملابس مثيرة ونوادي الليل .
4- تسليح مملكة المسيح " بسلاح الله الكامل ولكي يقدروا أن يقاوموا في
اليوم الشرير، ممنطقين الأحقاء بالحق ولابسين درع البّر وحاذين الأرجل
باستعداد إنجيل السلام ،حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به يقدرون أن
يطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة ناراً أخذين خوذة الخلاص وسيف الروح
الذي هو كلمة الله " أف 11:6- 17
5- إقامـة إذاعـة قويـة للبـث الإعلامـــي والتلفزيوني لبرامـج الترانيـم
والتسبحـة والألحــان وسيَــر القديسيــن ودراســة متعمقة في
الكتاب المقدس .
6 -نْـزع كــ أسلحــة الدمــار والأسلحــة الكيماوية " من فم التنين
والوحش ومــن فــم النبــي الكــذاب ، وأرواح الشيطـان صانعة آيات "
رؤ 16 :13-14
7- إقامة مستوطنات مسيحية من كنائس ، وأماكن خلوات لجميع الأعمار ،
لتثبيت العقيدة ، وتسليم تراث الآباء " مصلّين بكل صلاة وطلبة ، كل وقت في
الروح ساهرين لهذا عينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين " أف 18:6
للقس / صرابامون عطية
راعى كنيسة مارمينا فلمنج - الاسكندرية